مع بداية العام الجديد، كل منا يفكر كيف يحول حياته للأفضل ويخطط لتحقيق أحلامه والوصول إلى أهدافه ورؤيتها على أرض الواقع، ويتساءل ما الذي ينقصه أو يمنعه ليحقق أمانيه.
كنت أفكر تماماً مثلك وأجلس في بداية كل عام أخطط للمستقبل وللتطوير الشخصي وأرسم الأحلام وأضع الخطوات... وأتسال لماذا يمر الوقت بسرعة وأنا عالقة هكذا في مكاني كالنملة تحت حبة الرمل؟
الأمر أبسط مما تتخيل... فقد وجدت المعادلة التي تجعل عامك الجديد عاماً مثمراً.
عناصر المعادلة:
أولا: المواد المتفاعلة
وهي نفسك بعناصرها الأربعة الجسد والعقل والقلب والروح. ولكل عنصر عوامل تزنه وتثبته، مهمتها تَوازن المعادلة وبدونها لا يحدث التغيير أو التحول. لا تهمل هذه العوامل التي تدعم كل عنصر وأعطها حقها بالإحسان إليها.
- فإحسان النفس يكون بتزكيتها.
- وإحسان الجسد بالإعتناء به والبعد عن كل ما يؤذيه.
- وإحسان العقل بجعله دائم الوعي ليميز بين الخير والشر.
- وإحسان القلب بترك الحقد والكره والغل والحسد.
- وإحسان الروح بالإتصال بخالقها.
- الإحسان هو إذاً الطاقة المنشطة الضرورية ليبدأ التفاعل.
ثانيا: السهم
وهو أهم عنصر في المعادلة لأنه يشير إلى اتجاه التفاعل وكيفية حدوث التغيير والتحول.
فاحرص على أن تكون بوصلتك هي النبي صلي الله عليه وسلم، ففي حياته النموذج المحلول الذي يهديك ويرشدك في طريقك للنجاج وتحقيق الأهداف وفي سيرته ستجد أيضا عزاءً لكل ألم، وعوضًا لكل فقد، كأن حياته كُتبت لتكون سراجاً لطريقك وبلسمًا لجراحك.
مرحلة التفاعل:
وقبل أن نصل إلى النواتج، تطرأ المتغيرات الخارجية من حرارة وضغط وغيرها وهي في حياتنا تمثل الأحداث والتقلبات بحلوها ومرها. تأتي هذه الأعراض لتنبهك إلى معني أو رسالة فلا تنشغل بأشخاصها أو مواقفها ولكن حاول أن تفهم المغزي وراء مجيئها في تلك الفترة من حياتك فهي لم تحدث إلا لتطور من قدراتك.
كل ما عليك فعله بعد ذلك هو أن تحترم عنصر الزمن وخطوات التفاعل.
الزمن:
الزمن في معادلة النضج هو أمر نسبي قد يتمدد ويتباطأ إذا ركزت على اللحظة الحاضرة وانتبهت لها بكل حواسك لأنها التي تصنع نواتجك أو مستقبلك. طور دائما العادات الجيدة وقم بممارسة الامتنان اليومي لخالقك وعيش بوعي تام لوظيفتك على الأرض فأنت الخليفة المسؤول عن العمل بإحسان وهذه هي أمانتك وتكليفك.
خطوات التفاعل:
هي مراحل نضجك ووعيك، عليك أن تعيشها وتستمتع بها وتعرف أن كل مرحلة هي بداية جديدة بالنسبة لك مليئة بالتجارب والخبرات التي ستصقلك وتجعل منك نسخة أفضل.
فحياة الإستكشاف والعلم في بداياتك ستؤهلك إلى خوض الحياة العملية التي تتميز بالسعي المستمر لتنطلق في مسارات الحياة المتشعبة وتُختبر في إحسانك لعناصر وجودك: جسدك وعقلك وقلبك وروحك فتبني في هذه المرحلة قوة وصبر وعزيمة لا تلين إبداً إذا عبدت وأستعنت.
المحفز:
لكن لا تقلق، فبنهاية هذا التفاعل، يأتيك المحفز الإلهي الذي يزيد السرعة والكفاءة لمزيد من التحسن والنمو. فتأتي النواتج بما لا يمكن أن تتوقعه أضعافا مضاعفة... فتُذهب الحسنات السيئات ويعطيك الله في لحظة أكثر مما كنت تنظره سنوات وسنوات.
بعد أن أستكملت كل هذه الخطوات، هل مازالت هموم المستقبل تثقل قلبك؟ لا تخف أنت في محض رعاية خالقك.. والأمر كله بيده.. أدخل في حزبه وسلمه.. لا تتعلق إلا به... وتذكر أنه كتب الإحسان على كل شيء، هذا هو عملك وسعيك...
تحليل النواتج
كل ما عليك بعد ذلك هو أن تتحقق من نقاوة داخلك.
- استيقظ كل يوم وأنت تري الأشياء في حجمها الحقيقي، فلا يتحكم فيك غير رغبتك في إرضاء الله فتزداد تقواك.
- استيقظ كل يوم وأنت مؤمن بأن بصفات الله ثابتة فهو حقاً معك أينما كنت فيزداد يقينك.
- استيقظ كل يوم وأنت تبذل كل الجهد والله بيده كل الفضل فيزداد توكلك.
- استيقظ كل يوم وأنت تري سعته في السراء والضراء فيزداد تسليمك ورضاك.
- كن عبداً محباً ومحسناً مع الله ومع الناس وفي الحياة واعبد الله كأنك تراه.
إذا كان بإمكانك وضع معادلة التحسين إستعداداً لتغيير حياتك هذا العام، فما هي العادة التي ستتجنبها أو ستتبعها لتحسن إلى جسدك وعقلك وقلبك وروحك؟ شاركنا رؤيتك.
بقلم: سمية إبراهيم